مي الحريري: عانيت 3 سنوات من العذاب والذل
أرادت الفنانة مي الحريري أن تحتفل بإسقاط حكم السجن عنها بدعوى خطف طفلتها سارة شعبان والسفر بها خارج لبنان، وبفوزها بحكم حضانة تلك الطفلة مع حلول عيد الأم، فدعت الصحافة إلى مؤتمر في فندق الفينيسيا تخلله مفاجآت لم تكن لصالح الحريري. أولى هذه المفاجآت التي لم تمر مرور الكرام أن الصحافية المكلفة من قبل الحريري تقديمها شبهت أمومتها بأمومة السيدة العذراء في دفاعها عن طفلها السيد عيسى المسيح، وفي تحملها لسهام النيل من كرامتها. وكان تشبيه استفاضت به الصحافية وأصرت عليه رغم تعليقات الصحافيين. والمفاجأة الثانية كانت بتجمع عدد من الصبية والفتيات مقابل الفندق يحملون صورها، وعندما إقتربنا منهم بعد إنتهاء المؤتمر للسؤال تبين أنهم مجندون ضدها من أحدهم وليسوا من نادي معجبيها. كذلك فقد إرتبكت مي الحريري في شرحها لمسار دعواها القضائية لأنها لا تعرف بالقانون ـ وهذا طبيعي ـ وغاب المحامي لأن نقابة المحامين تمنعهم من مرافقة موكليهم في المؤتمرات الصحافية.
وفي كلمتها الإفتتاحية شكرت مي الحريري كل من وقف بقربها من الصحافيين خلال محنة '3 سنوات من العذاب والذل والوجع والبكاء، ومن الحرمان من زيارة لبنان لمدى سبعة أشهر نتيجة مذكرة التوقيف'. وتمنت مي للصحافيات غير الأمهات أن يصبحن أمهات في أقرب فرصة.
وفي الإسئلة قيل لمي الحريري أن تذكر الأسباب التي تركت زوجها يدعي عليها لأخذ حضانة الطفلة في حين أن الشرع الإسلامي يتيح لها حضانتها لعمر السبع سنوات؟ فكان ردها: طليقي وقضاة الشرع معاً إستندوا إلى كون عملي يحتم عليّ الكثير من السفر وكان الحكم. وفي الوقت نفسه لم ينظر هذا القضاء إلى أن عمل طليقي هو خارج لبنان وهو في سفر دائم. مع العلم أن والدتي تلازمني وتهتم بإبنتي خلال سفري. لذلك طلبت من القاضي أن يعطيني إبنتي وقلت له 'ما بدي سفر ولا فن أعطوني بنتي'.
ولم يصدق الصحافيون بهذه البساطة تخلي مي عن الفن وهو مصدر عيشها، لكنها عادت لتقول:أنا بيتوتية وأحب أولادي كثيراً وإبنتي هي حقي الشرعي. ويمكن أن تكون لي حفلات في لبنان بدون سفر، فالفن مصدر رزقي وأنا مسؤولة عن عائلة. وقد أقبل بسفر ليوم أو يومين لأن والدتي تقوم مقامي بمراعاة إبنتي. فالكثير من المهن غير الفن تتطلب من المرأة السفر وبخاصة الصحافة. وفي كل الأحوال كنت أفضل لو حُلت الأمور بيني وبين طليقي حبياً.
وسئلت مي الحريري عن معنى معركتها الكبرى التي خاضتها من أجل حضانة سارة التي صارت الآن في عمر الأربع سنوات وبعد ثلاث ستعود لحضانة والدها؟ وكان ردها: إلى حينها فرج ورحمة والمهم أن تكون قد شبعت من عطفي وحناني.
وقيل لمي الحريري إن كان الخطأ فقط من طليقها في هذه المشاكل التي تتعرض لها؟ فقالت: جميعنا يقع في الخطأ. مشكلتي أن كل من تزوجتهم خانوني في مقابل إخلاصي ووفائي.
وكأم سئلت مي الحريري رأيها بمشهد قتل الجندي الصهيوني للرضيع الذي ولد على الحاجز لأن والديه أسمياه مظلوم في مسلسل 'صرخة حجر' فقالت: لو كنت مكان تلك الأم لقمت بعملية إستشهادية ضد الصهاينة.
مي الحريري صاحبة القضايا على الدوام ومع ذلك هي منورة وتغني وتنطلق فما هو السر؟ سؤال أعجبها. فردت عليه بالقول: ما من أحد خالٍ من القضايا في هذا العالم. المظلومون كثر في هذا العالم. والظلم الذي تعرضت له ليس نقطة في بحر الظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني والشعب العراقي. الله يمد المظلومين بالقوة. أنا قوية من الداخل بفعل رب العالمين. وها أنا أواجه نصيبي في الحياة.
قيل لمي أن تفسر معنى كلامها لإحدى المطبوعات بتمنيها أن يحكم لبنان حاكم من الإمارات؟ وفي ردها حيّت الصحافية على سؤالها ووطنيتها وقالت: تمنيت ذلك من شدة الأمان الذي أشعر به أثناء عيشي في دبي.
جديد مي الحريري كما صرّحت أنها تُعد لأغينة تفتح فيها دورة الفورمولا وانه سيتم تصويرها في البرتغال مع مخرج وطاقم أجنبي.
وبشأن تلقيها عرضاً للمشاركة في فيلم من إنتاج شركة سوني أكدت الخبر وأنها كانت ستتلقى 4 ملايين دولار مقابل تلك المشاركة، لكنها رفضت لأنها تأكدت من أن السيناريو يمس بعروبها وهذا ما ترفضه.
بيروت – 'القدس العربي' – من زهرة مرعي